كانوا اربعة من الثيران ، ثور أسود قوي وثور أحمر ذكي وثور أصفر مزواج وثور أبيض جميل. وكانوا يعيشون عبيدا لفيل عظيم في الجانب الغني من الغابة. مات الفيل وترك الثيران التى أدمنت العبودية فأصبحوا يبحثون لهم عن سيد جديد يكونون له عبيدا، رحلوا الى اركان الغابة حتى وجدوا أسدا ضرغاماً فقيرا ضعيف الجسد ذو زئير قوي في الجانب الفقير من الغابة، سمعوا زئيره وأرخوا له أرجلهم وطأطؤا له الرؤوس ورجوه أن يكن لهم سيدا ويكونوا له عبيدا.
وافق الأسد الهزيل الفقير على استعجاب وأمرهم أن يأخذوه الى جانبهم الغني من الغابة، حتى يعملوا وهو يحكمهم لعله يأكلهم في يوم من الأيام.
وفي يوم رأى الأسد الثور الأبيض فأعجبه وقرر أن يأكله، ولكن كيف يفعل بدون أن يفتك به إخوته الأقوياء ويقتلوه فقرر أن يضع خطة.
جاء الأسد بالثور الأسود أقوى اخوته وأقنعه أن الثور الأبيض يظهر واضحا للأعداء ومن مصلحة المرعى كله أن يتخلصوا منه فوافق الثور الأسود لأنانيته وأكله الأسد أثناء غياب الثور الأحمر والأصفر واتفق مع الثور الأسود ان يدعوا انه ذهب خلف اخوته ولم يعد.
ثم جاء في اليوم التالي وقال للثور الأسود القوي: "إن الثور الأحمر يلمع في الشمس ويغري أي حيوان مفترس بأكله ولو حدث هذا في منطقة نفوذي لفقدنا هيبتنا للأبد" ، فقال له الثور الأسود: "ماذا ترى يا سيدي؟" ، قال له الأسد: "أرى أن آكله وبهذا لن يفترسه أحد من خارج مرعانا ويفقدنا هيبتنا". فوافق الثور الأسود على الفور وأكل الأسد الثور الأحمر.
وفي اليوم الثالث جاء بالثور الأسود وقال له: "إن الثور الأصفر مزواج ويستحوذ على أبقار المرعى كله لوحده فما رأيك آن آكله وتتزوج أنت كل الأبقار وحدك؟" وافق الثور الأسود الطماع على الفور وهو يحلم بمعاشرة كل هذه الأبقار قائلا: "نعم نعم سيدي"
وبعد أن بقى الثور الأسود وحده، ضعيفا من معاشرة الأبقار الكثيرة والعمل وحده في المرعى هجم عليه الأسد فصرخ الثور الأسود والأسد يأكله: "إنني لم أؤكل اليوم ولكن أُكِلَتْ يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الْأَبْيَضُ" وافترسه الأسد الذي عرف أنك اذ تُفرّق .. تسد.
