النظرية الزمنية الكاملة

منذ ولادتك, أصبحت جزءا من الآلة الكبيرة, تتعلم من المجتمع المحيط بك وتفعل ما يقول لك حسب البرمجة التي تعرضت لها من رؤيتك لردود أفعال الناس أو بالأوامر المباشرة من أهلك مثلا أو غير ذلك.
تخيل الآن بلدة بعيدة، فيها أحد الأشخاص يفعل شيئا معينا، مثلا حطاب في صحراء سيبيريا الجليدية يقطع الأشجار، وتخيل أيضا طفل هندي يستحم في النهر، وعالم ياباني يقوم بأبحاث ذرية في مكان ما، وامرأة عجوز غجرية تقرأ الطالع وأوراق التاروت لأحد السياح في أوروبا الشرقية، ورجل مصري بسيط يأكل الغذاء مع عائلته في البيت، وثري عربي يحضر لرحلة بحرية أو يتابع البورصة. 

وتخيل أنه في مكان ما لابد أن انسان يقتل انسانا الآن، وفي مكان اخر لابد أن هناك طفل يولد، ورجل يأكل أو يشرب، وفي مكان أخر يحدث هذا او ذاك.

لابد أن كل هذه الأشياء تحدث الآن في مكان ما على الأرض، فلو نظرت الى احد الأفعال، ستجد انه في أي نقطة من الخط الزمني، لابد أن احدا ما يفعل شيئا ما .. وأن كل فعل يقوم به الإنسان مثل الولادة والقتل والأكل وكل الأمثلة السابق ذكرها هو شيء يحدث طوال الوقت على الكرة الأرضية ولكن في أماكن مختلفة. 

فانظر الى العالم بنظرة شمولية موحدة وانظر له كأنه وحدة واحدة .. كل وليس جزء

ستجد أن كل شيء يحدث في كل مكان طوال الوقت، ولا بداية ولانهاية للكون ... ولا معنى للزمن.

الزمن هو مقياس خيالي اخترعه الإنسان في خياله، فحركة الكواكب لا تعني بالضرورة الزمن ولكن هي فقط مرجع يرجع اليه الإنسان لقياس الزمن حوله .. 


ماذا لو قلت لك أن كل شيء في حقيقة الأمر يرجع الى ما تعقده فيه وليس هناك حقيقة مطلقة. مثلا انا اقول لك أنه ليس هناك شيء اسمه المستقبل, هناك ماضي وحاضر فقط. 


الماضي هو مجموع خبراتك عن التجارب التي مررت بها في حياتك مكونة "ذكرياتك", اما الحاضر فهو أصعب شيء يمكن تعريفه, فهو "الآن"! هذه اللحظة بالذات التي تقرأ فيها هذه الكلمة, اما بعد لحظة أخرى سيصبح هذا الحاضر ماضيا, ويأتي حاضر غيره!
إذا فأنت دائما تعيش في الحاضر وتتذكر أو تتناسى الماضي ولا وجود حقيقي "للمستقبل" في أي لحظة على الخط الزمني. 
لو نظرت الى الخط الزمني في أي وقت ستجد فقط الحاضر والماضي. وطول هذا الخط يتناسب طرديا مع الزمن واخر نقطة فيه هي دائما الحاضر وكله يتكون من الماضي.


تذكر دائما أنك تعيش في الحاضر فاستمتع به وتذكر أنك تصنع ماضيك وليس مستقبلك من هذا الحاضر.