في البداية أحب أن أنوّه بأن هذا الكلام هو علم يدرّس وله كتب, علم التغيير وعلم مقاومة التغيير وعلم مقاومة المقاومة.
وهذا الكلام قديم ويمكن تطبيقه على أي منشأة أو مكان عمل وليس الدول فقط.
وهذا الكلام قديم ويمكن تطبيقه على أي منشأة أو مكان عمل وليس الدول فقط.
كلما قامت ثورة أو تغيير في أي مكان أو زمان, كلما ظهرت ثورة مضادة يقودها مقاومي التغيير (الفلول كما نسميهم في مصر) , وهناك أسباب تجعل بعض الناس تقاوم التغيير كما أن هناك طرق لمقاومة تلك المقاومة لإنجاح التغيير. والعلم قد حصر تلك الأسباب في عشرين سببا رئيسا وحصر أنماط هؤلاء المقاومين في عشرين نمطا أو نوعا من الأشخاص. فيجب الإنتباه لتلك الأسباب لدى المقاومين لكي تستطيع مقاومة المقاومة والقيام بالتغيير. وهذا الكلام يطبق على نطاق ضيق كشركة أو مكان عمل مثلا وعلى نطاق أوسع كسياسة دولة أو ثورة.
أولا: أسباب مقاومة التغيير العشرون:
- التمسك بالعادات والتقاليد (أوكما قال المثل المصري: اللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفوش).
- الخوف من فقدان المصالح الشخصية المادية أو المعنوية كالسلطة أو المال.
- عدم المشاركة في إعداد وتنفيذ المشروع التغييري أو الثورة كمثال حيث أن المقاوم للتغيير لو كان قد شارك لكان ذلك حافزا له للدفاع عن التغيير.
- الخوف من تأثير التغيير على تأثير العلاقات الشخصية مع من يقع عليهم التغيير, كأن يخشى المدير تغيير موظف كي لا يؤثر ذلك على صداقتهما أو اعتبار الحاكم ألها أو أباَ للشعب.
- التغيير أحيانا قد يأتي بما لا يتوافق مع معتقدات دينية او اخلاقية مع من يقع عليهم التغيير, فلا يرغب فيها وكل هذه مسائل نسبية, فمثلا قد لا ترغب بعض الدول العربية في تغيير الحاكم المسلم بحاكم مسيحي.
- عدم الإقتناع بالتغيير المراد اجراؤه أو ببعض أجزاءه.
- عدم وجود مببرات وجيهة أو حجج كافية للتغيير المراد اجراؤه.
- عدم وضوع صورة التغيير المراد أو الجهل بحقيقته وأهدافه وخطته.
- مجرد معارضة الرؤساء أو أصحاب النفوذ أو الشخصيات العامة أو بعض الفنانين لهذا التغيير قد يكون سببا نفسيا كافيا للتأثير على الكثيرين الذين ينظرون لهم كقدوة.
- التقليد الأعمى للآخرين والتأثر بمن حولهم.
- لأنه لكل شيء ثمن, فالخوف من الخسائر سواءا كانت مادية أو معنوية أو حتى بشرية تكون سببا قويا للمقاومة.
- الخوف من عدم القدرة على التكيف مع الوضع الجديد بعد التغيير, فقد يتطلب ما بعد التغيير أن يكون لك قدرات معينة أو مستوى تعليمي مثلا معين.
- الإرتياح مع الواقع الحالي والإقتناع به
- الملل والإحباط واليأس من كثرة التجارب التغييرية الفاشلة.
- العناد
- سوء العلاقة مع من يقوم بالتغيير
- المنافسة الغير شريفة بين من يقومون بالتغيير, كالمنافسة بين حزبين سياسيين كلاهما من المعارضة مثلا.
- حب الصدارة أو الزعامة أو حب الظهور بقاعد خالف تعرف.
- لأن المقاوم يعتبر نفسه جزءا من النظام القديم فأي تغيير يعتبره اعتداء شخصي عليه.
- لقلة العقل والحماقة والتعليم.
ثانيا: أنماط المقاومين الخمسة عشر:
- المتجارب: أي الذي يدعي انه مجرب وعنده تجارب كثيرة فاشلة في التغيير, وينصحك أن تجربته اثبتت فشل هذا التغيير.
- المتسائل: وهو الذي يطرح أسألة خبيثة تركز على أمور هامشية لا تؤثر في التغيير ولكن يحاول أن يقنع عقلك الباطن بفشل التغيير كله بهذه الأسئلة.
- المتسلق: وهو الذي يتسلق الى القيادات العليا ومتخذي القرار ويقيم معهم علاقات إجتماعية ثم يستغل هذا في اقناعهم أنه لا أمل في التغيير ويجب عدم قبول هذه الفكرة لفشلها
- المعمم: أي الذي يعمم بمعنى أنه يجعل من حادثة فردية صغيرة حدثا عاما وظاهرة عامة ويكبر الأخطاء الصغيرة ليقنعك بفشل الفكرة في التغيير ككل.
- الثرثار: الذي يكثر الكلام والتعليق والمقاطعة اثناء الحوار دون أن يترك للمغير فرصة في شرح أفكاره.
- الملتقط: عكس الثرثار, فهو يحسن الإستماع الى المغير ويعرف أن لكل جواد كبوة وينتظر كلمة أو فعل تخدم اتجاهه في المقاومة ويستغلها وينشرها ويقنع الناس بها.
- المُركّب: الذي يحاول تحليل جميع المواقف والمشاهد والكلمات ليركب بعضها على بعض ليثبت أن مشروع التغيير فاشل.
- المُسوٍّف: أخطر أنواع المقاومين هو الذي ربما يمدح المشروع التغييري ويشاركك فيه ويثني على المغير ولكن يخبرك أنه ربما ليس وقته الآن وربما يجب تأجليه أو تغييره بخطة أخرى أفضل.
- الثعلب: أو المتحول الذي يلعب على كل الحبال ويتلون كالحرباء كيفما تقتضي الظروف وله عدة وجوه ويظهر عكس ما يبطن.
- المشاجر: وهو الذي يستعمل اسلوب العنف أو يحاول القضاء على التغيير بالمشاجرة أو العراك أو القوة مثلا.
- المنسحب: وهو الذي يعبر عن مقاومته واعتراضه بالإنسحاب من المكان الذي يناقش فيه المشروع التغييري مما يسبب توترا في المكان وقد يفض الإجتماع لعدم كفاية العدد مثلا واكتمال النصاب القانوني.
- الذاتي: هو الشخص الأناني الذي لا يفكر الا في مصلحته الشخصية, لذا فقبوله أو رفضه لعملية التغيير يعتمد أولا وأخيرا فقد على مدى تحقيقها لمصالحه الشخصية.
- العقرب: وهو الذي يلدغ صاحب الفكرة التغييرية ويهاجم الأشخاص وليس الافكار مثلا بتشويه صورته أو سمعته لدى الجميع بدون النظر للفكرة نفسها لأن زعزعة الثقة أو المصداقية في صاحب الفكرة هي زعزعة للثقة في الفكرة نفسها.
- المساوم: وهو نوع خبيث آخر يساوم صاحب فكرة التغيير على افكاره حتى يصلون لحل وسط يريح كل الأطراف فينتهي الأمر بتشويه خطة التغيير تشويها كاملا فتفقد مصداقيتها وتخرج عن جوهرها.
- التآمري: وهو صاحب نظرية المؤامرة الذي يظن دائما أن الآخرين يتآمرون عليه ويريدون أذيته فيتآمر عليهم لأنه يعتقد أنك إن لم تكن ذئبا فستكون حملا تأكله الذئاب.
ثالثا: طرق مقاومة التغيير العشرون:
يستخدم المقاومون بعض والطرق العبارات والحجج المعروفة مسبقا ليس من ضمنها مهاجمة فكرة التغيير نفسها!! ويمكن تلخيصها في التالي:
- إدعاء أنه لا توجد أهداف واضحة للتغيير.
- إدعاء أن هذا التغيير يخدم مصالح شخصية أو فئوية.
- لا توجد الطاقات المادية والبشرية اللازمة لهذا التغيير.
- هذا التغيير سيخرب عملنا واقتصادنا فلا نحقق شيئا في المستقبل ولا نحافظ على ما لدينا.
- هذا التغيير مثالي وغير واقعي ولا يمكن تطبيقه.
- التغيير جيد ولكن هذا ليس وقته الآن أو نحتاج لبعض الوقت لدراسته ودراسة كيفية تطبيقه من عدمه.
- هذا التغيير سيحدث بلبلة لدى العاملين أو يؤذي الإستقرار.
- هذا التغيير مخالف للمباديء أو القيم أو الأصول التي قمنا عليها.
- من طرح فكرة التغيير مشكوك فيه أو في نزاهته, بمعنى مهاجمة قادة التغيير بدلا من فكرة التغيير نفسها.
- فكرة التغيير جيدة ولكن سنجربها على نطاق ضيق فإن نجحت عممناها.
- هذا التغيير فيه استخفاف بالإنجازات أو القيادات السابقة.
- هذا التغيير لم يجرب في مكان آخر, أو جرب وفشل .. وحتى إن نجح فيقولون أننا لسنا هذا المكان الآخر ويتم التركيز على الفرق بين واقعنا والواقع الآخر.
- القول بأن المقصود من هذا التغيير هو فقط التخلص من بعض القيادات السابقة.
- أنتم تريدون التجريب ونحن لسنا حقل تجارب.
- دعونا ندرس الأمر من جديد ثم نتشاور من جديد.
- لنؤجل الأمر حتى الدورة أو السنة الجديدة أو الفترة الرئاسية القادمة.
- استعمال اساليب قذرة مثل الكذب والنميمة والإشاعات.
- اللجوء للإضرابات أو القرارات المقيدة أو نشر البلبلة.
- الإنقلابات أو العزل أو الطرد أو النفي.
- التصفية الجسدية أو الإغتيال.