اليوم أكلمكم عن الموت ..
الموت ليس شرا لتتشائم منه وتخافه .. بل هو الحقيقة الوحيدة المطلقة لهذا الكون!
أنت حين تكون في رحم أمك تظن أن هذا هو منتهى الحياة, وحين تبدأ أمك في الطلق تظن أنك تموت وتصرخ بالبكاء حين تولد ظنا منك أن هذا هو الموت, لتبدأ رحلة أخرى أوسع وأكبر وأكثر عنفا.
حين يولد الإنسان يبدأ في الإحتضار حتى يموت بعد ثواني أو بعد مئة عام لا يهم.
مهما عمرت في هذه الأرض فأنت لا شيء بالنسبة لعمر الكون من مليارات السنين, ولا تظن أنك وكوكبك كله الذي تعيش عليه تساوي شيئا بالنسبة للكون.
ومهما كانت معتقداتك عن الموت فهي معتقدات غيبية, أملاها عليك دينك أو خيالك الذي يختلف من إنسان لآخر, فلو كنت مسلما لقلت أن الموت بداية الحساب وإلى جنة أو نار, ولو كنت مسيحيا لقلت أن الموت يجعل روحك تحلق في ملكوت الإله وهذه هي جنتك, ولو كنت هندوسيا لقلت أن الموت ينقل روحك إلى جسد آخر لتبدأ الحياة مرة أخرى.
فاعلم أنه لم ولن يتفق البشر على ما يحدث بعد الموت حتى يعود أحد الأموات للحياة ليحكي لنا ما يحدث وما غير ذلك هو إيمان غيبي فقط لا تستطيع أن تفرضه على غيرك.
هذا الجسد المادي هو مجرد وعاء لما تسميه الأديان الروح ويسميه العلم طاقة, وهذا الجسد يفني في أعوام قليلة وتتحرر الروح أو الطاقة التي لا تفنى ولكن خلقت من العدم.
الموت هو علاج كل الأمراض والأوجاع والحل لكل المشاكل.
الموت هو ولادتك الحقيقية.
الموت هو علاج كل الأمراض والأوجاع والحل لكل المشاكل.
الموت هو ولادتك الحقيقية.
فلو كنت ستدخل الجنة أو ترجع في صورة حشرة في غابة في افريقيا .. لا تكن كمن مشى على الصخور ورحل فلم يعرف أحد أنه كان هنا, بل اطبع اثار اقدامك على كل ما تمر به بعمق واغرس ما يتذكرك الناس به فيقولون: كان هنا رجل طيب وفعل لنا كذا.
ولو كانت جنازتك مهيبة فخمة وشاهد قبرك مكتوب بالذهب ومزين بأفخر أنواع الرخام .. لا تنس حينئذ أنك ميت.
الموت هو بوابتك الحقيقية للخلود الأبدي , ولا يموت الإنسان حقا إلا حين ينساه الأحياء.
الموت هو البداية وأنا لن أموت أبدا لأنني كل واحد فيكم وأنتم جميعا أنا.