Sabrology On FB Follow Me

يا عزيزي .. كلنا كفار

Saturday, October 15, 2011

هل تعلم أنه لا يمكن إحصاء عدد الأديان الموجودة على الأرض الآن لكثرتها ولأنه كل يوم يظهر دين ويختفي آخر؟ بل إن هناك بعض العائلات أو الأفراد يؤسسون أديانا خاصة بهم يتبعها فردين أو ثلاثة وتنتهي. ربما يدور في خاطرك الآن مصطلح "أديان سماوية" لأن هذا ما قد تعلمته منذ نشأتك, أن دينك هو آخر الآديان وهو الدين الحق وهذا حقك الطبيعي لأن هذا هو الإيمان. 
ولكن يا صديقي المستنير, كل دين عزيز على أتباعه ويؤمنون به كما تؤمن بدينك ويكفرون بغيره كما تكفر أنت بغير دينك ويشعرون بنفس الروحانيات التي تشعر بها حين تمارس طقوسك.

ولأن من عرف لغة قوم أمن شرهم, فلنتعلم لغتنا على الأقل ونعي ما نقول.
كلمة كافر في اللغة العربية تعني زارع ,والكفار هم الزراع او الفلاحين الذين يزرعون الزرع, وتأتي بمعنى غير مؤمن بدين معين وهو المعنى الأكثر شيوعا.
والملحد هو الذي يؤمن باللحد بعد الموت, واللحد هو القبر .. أي أنه تعبير يعني ضمنيا أنه يؤمن بأن الموت هو النهاية ولا يؤمن بالحساب والجنة والنار لأنه لا يؤمن بوجود إله للكون أصلا.
ففي مفهوم الأديان التي تؤمن بوجود الشيطان مثلا, الشيطان كافرا وليس ملحدا, لأنه يؤمن بوجود الله ويعرفه ولكنه كفر بنعمته وعصاه.
لنأخد مثالا ديانتين من أكثر الديانات انتشارا وهم الإسلام والمسيحية ونرى ماذا يقول الكتاب المقدس والقرآن عن أتباع الدين الآخر.


القرآن:
(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) المائدة:17
(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ) المائدة:72


الإنجيل:
(أما أعدائى أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا و اذبحوهم قدامى )-إنجيل لوقا /19-2
من آمن بى خَلُص ، و من لم يؤمن بى يُدان ) مرقص /16-16
(من لم يحب الرب يسوع ،فليكن أناثيما (أى ملعونا )) كورينثوس الأولى/16-2
(إن كان أحد يأتيكم و لا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه فى البيت و لا تقولوا له سلاما) رسالة يوحنا الثانية /1-10
(كل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء فى الجسد، فليس من الله، و هذا هو روح ضد المسيح) رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الرابع
(الرب قال: سيأتي بعدي أنبياء كذبة)


بل إن أتباع الدين الواحد يكفرون طوائفه المختلفة عنهم, فالشيعة والسنة المسلمون يكفرون بعض كما يكفر البروتستانت والأرثذوكس المسيحيون بعضهم البعض.


وثقافة أفلام السينما من نوعية "فجر الإسلام" و"الشيماء" هي السطحية ذاتها, وهي التي عمقت في عقولنا مفهوم الكافر الذي يبدو ككفار قريش (الذين لم يكن هذا شكلهم بالمناسبة) ويرتدي الملابس السوداء ولا يستحم وحواجبه كثيفة وطعامه الوحيد هو أفخاذ الخنازير والعنب اللذان يبصقهما على الكاميرا وهو يتكلم عن حبه للنساء.


 ولو كان الكفر بالمظهر لكان إمام الحرم المكي الشيخ عادل الكلباني من كفار قريش ولكانت الفتيات الروسيات اللاتي يأتين الى شرم الشيخ والغردقة للسياحة هم الحور العين.




اسمح لي أن أصدمك الآن ببعض الحقائق يا صديقي المستنير. لو كنت يهوديا فأنت كافر بالمسيحية والإسلام والبهائية وباقي الديانات, ولو كنت مسيحيا فأنت بطبيعة الحال كافرا بالإسلام والبهائية وباقي الديانات, اما لو كنت مسلما فأنت كافر بالبهائية والبوذية مثلا والهندوسية وأي دين غير الإسلام, فكل دين أخبر أتباعه أنه الأخير وكل من يأتي بعده ضال.
إذن فكلمة كافر في حد ذاتها ليست سبا أو ذما, بل هي الحقيقة لأنك لو كنت مؤمنا بأحد الأديان فأنت كافر بغيره, ولو كنت كافر بكل الأديان فأنت ملحد. أما لو كنت مؤمنا بكل الأديان فأنت لا تعلم شيء عن أي دين منهم ولا حتى دينك الذي ولدت عليه. 
فليس عيبا أو حراما أن تكون كافرا بغير دينك, ومن قال لك بأنك كافر فهذا لا يعني أكثر من أنك لا تعتقد بنفس معتقداته وهذا طبيعيّ!

 واعلم أنه منذ آلاف الأعوام بل الملايين منها لم ولن يتفق البشر على دين أو حتى قانون واحد فتعلم أن تتقبل هذا الآخر بمعتقداته طالما أنه لا يضرك. تعلم أن تتعايش Co-Exist لأنه يا عزيزي .. كلنا كفار من وجهة نظر بعض!

تحديث: 
بعد نشر هذه المقالة أول مرة قبل التحديثات بتاريخ 15 أكتوبر تم نشر هذا الفيديو لسليمان فاضل في نفس اليوم والمحاضرة تتكلم عن نفس الموضوع!



 
Blogger Widgets